سوريا.. سجن صيدنايا يكشف جرائم نظام الأسد

كشفت تقارير وتقنيات توثيق حديثة عن انتهاكات جسيمة وقعت في سجن صيدنايا، الواقع قرب العاصمة السورية دمشق، والذي ارتبط اسمه طويلاً بسياسات القمع خلال حكم النظام السوري السابق.

وصفت مصادر عديدة السجن بأنه أحد أبرز مراكز الاعتقال والتعذيب، حيث احتجز فيه معارضو النظام وأُخضعوا لشتى أنواع التعذيب. وتُظهر البيانات المجمّعة وجود مبنيين رئيسيين داخل السجن، يعرفان بـ”المبنى الأبيض” و”المبنى الأحمر”، ولكل منهما سجل مروع من الانتهاكات.

من سجن صيدنايا
من سجن صيدنايا

ظروف قاسية وإعدامات جماعية
بحسب تقارير دولية، استخدم النظام السجن لتنفيذ عمليات إعدام جماعية وحرمان المعتقلين من احتياجاتهم الأساسية، مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية، في ظروف توصف بأنها غير إنسانية. وتشير الشهادات إلى أن “المبنى الأحمر” كان يخصص غالباً للمدنيين المعتقلين منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، بينما كان “المبنى الأبيض” يُحتجز فيه عسكريون متهمون بعدم الولاء للنظام.

شهادات مروعة من السجناء
سجناء سابقون تحدثوا عن التعذيب الممنهج منذ لحظة وصولهم إلى السجن، حيث كانوا ينقلون في شاحنات بيضاء تعرف باسم “خزائن اللحوم”. وأفادوا بتعرضهم لما يسمى “حفلة الترحيب”، وهي جلسات تعذيب مكثفة.

إعدامات سرية ونقل الجثث
وثّقت منظمات حقوقية تنفيذ إعدامات سرية في “غرفة الإعدام” بالمبنى الأبيض، غالباً في منتصف الليل. بعد الإعدام، تُنقل الجثث إلى مستشفى تشرين العسكري لتسجيل وفيات الضحايا بأسباب زائفة مثل أمراض القلب أو التنفس، قبل دفنها في مقابر جماعية بمواقع عسكرية قرب دمشق.

نهاية حقبة مظلمة
في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق، معلنةً بذلك نهاية 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 عاماً من حكم عائلة الأسد.

هذه الأحداث تسلط الضوء على إرث طويل من الانتهاكات، وتشكل مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا نحو كشف الحقائق وتحقيق العدالة.

المصدر: وكالة الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى